الذهب والفضة يعانيان من تراجع في أعقاب إعادة انتخاب دونالد ترامب، ومع تلاشي مخاوف مثل تهديد الحرب العالمية الثالثة، قال أحد المحللين إن الحجج الداعمة لارتفاع المعادن الثمينة باتت مؤجلة حتى يهدأ التفاؤل الحالي في الأسواق.
ردة فعل الأسواق بعد فوز ترامب
بعد أسبوع من فوز ترامب، قالت نيكي شيلز، رئيسة الأبحاث واستراتيجيات المعادن في MKS PAMP: “تم إحياء روح المخاطرة”، مشيرة إلى أن “مؤشر S&P 500 عند 6 آلاف دولار، والبيتكوين يستهدف 100 ألف دولار، والدولار الأمريكي يرتفع، بينما تتراجع المعادن الثمينة والسلع بشكل عام”.
شيلز قارنت ردود فعل الأسواق بعد فوز ترامب الحالي بما حدث في 2016، موضحة أن “ترامب لديه العديد من الأفكار، والجمهوريون قريبون من تحقيق الأغلبية في مجلس النواب، مما يخلق تأثيرًا إيجابيًا على أسواق الأسهم والبيتكوين والتكنولوجيا”.
أداء السلع الرئيسية
أشارت الرسوم البيانية إلى أن ارتفاع الدولار بنسبة 2% يتماشى مع استجابة الأسواق في 2016، مع مكاسب متوقعة حتى نهاية العام. كما لاحظت أن رد فعل عوائد السندات الأمريكية كان أقل حدة مقارنة بعام 2016.
أداء الذهب والمعادن الأخرى
شهد الذهب انخفاضًا بنسبة 5% خلال الأسبوع، مما يعكس نمطًا مشابهًا لما حدث بعد فوز ترامب الأول. وأوضحت شيلز أن الذهب في 2016 تراجع بنسبة 12%، متوقعة أن يكون الحد الأدنى الحالي بالقرب من 2420 دولارًا للأونصة. أما الفضة والبلاتين، فهما أيضًا يعكسان تراجعًا مشابهًا لما حدث في 2016.
بالنسبة للبلاديوم، فقد سجل انخفاضًا بنسبة 11%، وهو أداء يخالف تمامًا التوقعات السابقة التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 10%.
توقعات المستقبل للذهب
تعتقد شيلز أن السعر المستهدف للذهب هو 2500 دولار للأونصة، لكنها أشارت إلى وجود تحديات تكتيكية جديدة، مثل قلة الأخبار السلبية، وتحول صناديق الاستثمار المتداولة إلى البيع مع أداء الأسهم الأمريكية. كما أضافت أن السياسات النقدية المتشددة في الولايات المتحدة، والهدوء الجيوسياسي، وخيبة الأمل من التحفيز الصيني، كلها عوامل تضغط على أسعار الذهب.
الأسواق والتوقعات طويلة الأجل
شددت شيلز على أن المستثمرين الذين يراهنون على ارتفاع الذهب على المدى الطويل يجب أن يظلوا ثابتين في مواقفهم. ورغم أن الاتجاه قصير الأجل قد يشهد انخفاضات إضافية، إلا أن الهدف طويل الأجل لا يزال إيجابيًا عند 2500 دولار.
تأثير ترامب على أوروبا
أشارت شيلز إلى أن سياسات ترامب تضع أوروبا في موقف اقتصادي وسياسي صعب، مع توقعات بأن يضطر البنك المركزي الأوروبي إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أسرع.
خلاصة
خلصت شيلز إلى أن الأسواق تعيش حالة من التفاؤل المفرط حاليًا، مما يقلل من جاذبية الذهب والفضة كملاذات آمنة. وأكدت أن هذا “شهر العسل” للسياسات الاقتصادية لترامب سيستمر حتى تبدأ الأسواق في إعادة تقييم توقعاتها بشكل أكثر تحفظًا.
المصدر: Kitco